فأد نصف دينك، والظاهر أنه قام فأدى في الحال، بدليل الرواية التاسعة، ففيها "فأخذ نصفًا مما عليه، وترك نصفًا".
(عند رجل قد أفلس) المفلس شرعًا من تزيد ديونه على موجوداته، سمي مفلسًا لأنه صار ذا فلوس بعد أن كان ذا دراهم ودنانير.
[الفلس عملة كانت تقدر بسدس الدرهم] إشارة إلى أنه صار لا يملك إلا أدنى الأموال، وهي الفلوس، أو سمي بذلك لأنه يمنع من التصرف إلا في الشيء التافه كالفلوس، لأنهم ما كانوا يتعاملون بها إلا في الأشياء الحقيرة، أو لأنه صار إلى حالة لا يملك فيها فلسًا، فعلى هذا فالهمزة في أفلس للسلب.
(فهو أحق به من غيره) ظاهره: أيا كان ذلك الغير، وارثًا أو غريمًا. وفي ملحق الرواية الثانية عشرة "فهو أحق به من الغرماء" وسيأتي الخلاف في فقه الحديث.
(في الرجل الذي يعدم) بضم الياء وسكون العين وكسر الدال، أي يفتقر.
(تلقت الملائكة روح رجل) أي استقبلت روحه عند الموت.
(فقالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: لا. قالوا: تذكر. قال) ظاهر هذه الرواية أن السائلين. ملائكة تلقى الأرواح عند الموت، وكأنهم رأوا منزلته في الجنة، أو أن القبضة كانوا ملائكة الرحمة، ولم يروا من الخير عملاً يؤهله لذلك، فسألوا.
وفي الرواية الخامسة عشرة "رجل لقي ربه، فقال: ما عملت؟ قال: ما عملت من الخير، إلا أني كنت ... " وظاهر هذه الرواية أن السائل هو الله تعالى لإظهار المنة والرحمة، فالسؤال سؤال استنطاق وتقرير. وفي الرواية السادسة عشرة "أن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ فإما ذكر - أي من تلقاء نفسه - وإما ذكر - أي ذكره غيره فقال ... "
وفي الرواية السابعة عشرة "أتى الله بعبد من عباده .. فقال له: ماذا عملت في الدنيا؟ .. " وهي كالرواية الخامسة عشرة، وفي الرواية الثامنة عشرة أن هذا القول عند الحساب.
ولا تعارض، فقد يسأل الرجل ويجيب في كل هذه المواطن، ومن السائلين المختلفين.
(كنت أداين الناس .... ) في الرواية الخامسة عشرة "كنت رجلاً ذا مال فكنت أطالب به الناس" أي كنت أداين، فأطالب. وفي الرواية السادسة عشرة والسابعة عشرة "كنت أبايع الناس" وفي الرواية الثامنة عشرة "كان يخالط الناس" ولا تعارض، فقد يبيع بالأجل، ويقرض، ويخالط الناس بمعاملات أخرى كالشركة والقراض ونحو ذلك.
(فآمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوزوا عن الموسر) وفي الرواية السادسة عشرة "فكنت أنظر المعسر، وأتجوز في السكة - المراد بها المعادن المسكوكة والمضروبة نقودًا للتعامل بها