3221 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على ناضح. إنما هو في أخريات الناس. قال فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال نخسه. (أراه قال) بشيء كان معه. قال: فجعل بعد ذلك يتقدم الناس. ينازعني حتى إني لأكفه. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتبيعنيه بكذا وكذا؟ والله يغفر لك" قال: قلت: هو لك. يا نبي الله. قال "أتبيعنيه بكذا وكذا؟ والله يغفر لك" قال: قلت: هو لك يا نبي الله. قال: وقال لي "أتزوجت بعد أبيك؟ " قلت: نعم. قال "ثيبًا أم بكرًا؟ " قال: قلت: ثيبًا. قال "فهلا تزوجت بكرًا تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها؟ ". قال أبو نضرة: فكانت كلمة يقولها المسلمون. افعل كذا وكذا. والله يغفر لك.
-[المعنى العام]-
النكاح عماد الحياة، وأساس عمارة الأرض، واستمرار الإنسان على ظهر الأرض، به العفة والمودة والسكن، والاستقرار والمساعدة على مشاق الحياة ومشاكلها، ومنه يخلق لنا جل شأنه بنين وحفدة.
والمرأة الحسنة متاع الرجل، بل خير متاع للرجل في الدنيا، والمرأة السوء أساس شقاء الرجل وتعاسته فيها.
من هنا كان لا بد أن يتخير الرجل شريكته، وأن يبذل جهده في التحري والانتقاء، وأن يهتم أولاً بالدين فكل فضائل المرأة ومحاسنها تصبح شرًا، أو مصدر شر إذا لم تتحصن بالدين.
نعم قد يكون من المرغبات في الزوجة مالها، وحسبها، وجمالها، وثقافتها، ورجاحة عقلها، ورقة معاملاتها ورهافة أحاسيسها، وكل ذلك مقاصد مشروعة، لكن لا بد أن تحاط بالأخلاق والدين.
وزواج البكر مقصد مشروع مستحب، دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها تشارك الزوج الشاب تمتعه ولعبه ومضاحكته ومداعباته وفكاهاته وغير ذلك مما يثير الغريزة الجنسية، ويزيد الترابط والتواد بين الزوجين، نعم قد يضطر الشاب إلى زواج غير البكر لمصلحة، فرسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج إحدى عشرة امرأة، لم يتزوج بكرًا منهن إلا واحدة، وهذا جابر بن عبد الله الشاب الفتي، يتزوج ثيبًا، لأن أباه مات وترك تسع بنات، لو جاءهن ببنت مثلهن ما استقامت حياته ولا حياتهن، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم، واستحسن عمله، ودعا له ولزوجه، وأعانه وأكرمه.
لقد استشهد أبوه في غزوة أحد، والنبي صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم، لقد بشر جابرًا بحسن خاتمة أبيه، وبأنه رآه بعد موته في المنام، يقول له ربه: تمن علي، فقال: أتمنى أن أحيا فأقتل في