المضيق بين الجبلين ونحوه، قال النووي: والأول هو الصواب هنا، والمعنى: ما بين جبليها. اهـ وهو لفظ الرواية الثامنة، وفي الرواية السادسة عشرة تحديد المسافة بالأميال، وفيها "وجعل اثنى عشر ميلاً حول المدينة حمى" وعند أحمد عن جابر "وأنا أحرم المدينة ما بين حريتها" والحرة بفتح الحاء وتشديد الراء، أرض ذات حجارة سود، كأنها أحرقت، وتطلق على موضع بظاهر المدينة تحت جبل واقم، وبها كانت وقعة الحرة، أيام يزيد بن معاوية.

قال الحافظ ابن حجر: وادعى بعض الحنفية أن الحديث مضطرب، لأنه وقع في رواية "ما بين جبليها" وفي رواية "ما بين لابتيها" وفي رواية "ما بين مأزميها" وتعقب بأن الجمع واضح، وبمثل هذا لا ترد الأحاديث الصحيحة، فإن الجمع لو تعذر أمكن الترجيح، ولا شك أن رواية "ما بين لابتيها" أرجح، لتوارد الرواة عليها، ورواية "جبليها" لا تنافيها، فيكون عند كل "لابة" جبل، أو لابتيها من جهة الجنوب والشمال، وجبليها من جهة الشرق والغرب، وتسمية الجبلين في بعض الروايات لا تضر، والمأزم الجبل.

(وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلى ما دعا به إبراهيم لأهل مكة) أي دعوت الله بالبركة في مكيالها، بركة ضعف البركة التي دعا بها إبراهيم لأهل مكة، وفي الرواية الثامنة "اللهم بارك لهم في مدهم، وصاعهم" وفي الرواية الحادية عشرة "اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم في مدهم" فعطف الصاع والمد على المكيال من عطف الخاص على العام، والمراد البركة فيما يكال.

وفي الرواية الثانية عشرة "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة" وهذه الرواية أعم من الروايات السابقة، فهي لا تقتصر على المكاييل، بل تعم الموازيين والمقاييس والمعدودات وغيرها، والمراد من الضعفين المثلان، فإن الضعف قد يطلق على المثل.

وفي الرواية السابعة عشرة "اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا ... وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة، ومثله معه".

وفي الرواية الثامنة عشرة "اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا، بركة مع بركة". وفي الرواية المتممة للعشرين "واجعل مع البركة بركتين" أي اجعل معها بركة أخرى لتصير بركتين، أو اجعل مع البركة في هذا الشيء بركتين في ذاك الشيء.

وفي ملحق الرواية الأولى "مثل ما دعا به إبراهيم" أي وزيادة. فإن الدعاء بالمثل لا يمنع بمثلين، فقد يكون دعا بمثل أولاً، ثم دعا بالمثلين.

(وذلك عندنا في أديم خولاني) أي وذلك التحريم مكتوب عندنا في صحيفة من أديم، والأديم هنا الجلد.

(لا يقطع عضاها، ولا يصاد صيدها) وفي الرواية الخامسة .... "أن يقطع عضاها، أو يقتل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015