(لا تعب على من صام) "تعب" بفتح التاء وكسر العين، نهى عن العيب واللوم، والخطاب لطاووس الراوي عن ابن عباس، أو لكل من يتأتى خطابه. أي لا تعب أيها المسلم.
(فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء) في ملحق الرواية "فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر"، وفي الرواية الثانية "ثم دعا بإناء فيه شراب" وعند الطحاوي "فدعا بقدح من لبن "فيحتمل أنه دعا بقدح من ماء أو من شراب أو من لبن.
(فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب) في الرواية الثانية "فشربه نهاراً حتى يراه الناس"، وعند الطحاوي "فدعا بقدح من لبن، فأمسكه بيده حتى رآه الناس، وهو على راحلته، ثم شرب فأفطر، فناوله رجلاً إلى جنبه فشرب".
(فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام؟ فقال أولئك العصاة. أولئك العصاة) قال النووي: هذا هو في الأصول مكرر مرتين. اهـ.
وظاهره أن يكون الصائم في السفر عاصياً بصيامه، لكن الرواية الرابعة عشرة ترفع هذا الإيهام، وفيها أنه عرض الفطر أولاً على طريق الرخصة، وأمر به ثانياً عند قرب لقاء العدو على طريق العزيمة، فمن صام بعد الأمر به على طريق العزيمة يكون عاصياً.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلاً) هذا السفر هو سفر فتح مكة. قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على اسم هذا الرجل، وخطأ من قال: إنه أبو إسرائيل.
(قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه) في رواية الطبري "سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في حر شديد، فإذا رجل من القوم قد دخل تحت ظل شجرة، وهو مضطجع كضجعة الوجع".
(فقال: ما له؟ ) في رواية البخاري "ما هذا؟ "، وفي رواية الطبري "ما لصاحبكم؟ أي وجع به؟ ".
(قالوا: رجل صائم) في رواية الطبري "فقالوا: ليس به وجع ولكنه صائم، وقد اشتد عليه الحر".
(ليس البر أن تصوموا في السفر) رواية البخاري "ليس من البر الصوم في السفر" والبر بكسر الباء الطاعة، والبر أيضاً الإحسان والخير، ومنه بر الوالدين.
(عليكم برخصة الله الذي رخص لكم) في بعض النسخ "برخصة الله التي رخص لكم" وهي أوضح.
(فلا يجد الصائم على المفطر) يقال: وجد عليه بفتح الجيم يجد عليه بكسر الجيم موجدة أي غضب.