(كخ. كخ) مكرر مرتين للتأكيد، وفيها ست لغات، فتح الكاف مع سكون الخاء، ومع كسر الخاء منوناً وغير منون، وكسر الكاف مع حالات الخاء الثلاث، وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات، أو عند ما لا ينبغي الإتيان به، ومعناها اتركه، وارم به، قيل: عربية، وقيل: أعجمية. وقال الداودي: هي عجمية معربة، بمعنى بئس. وقد أشار إلى هذا البخاري في باب من تكلم بالفارسية والرطانة. وزاد في رواية البخاري "ليطرحها" بدل "ارم بها". وفي رواية لأحمد "فنظر إليه فإذا هو يلوك تمرة فحرك خده، وقال: القها يا بني. القها يا بني". ولا مانع من أن يكون صلى الله عليه وسلم قد جمع للصبي هذه الكلمات وهذه الحركات، عند محاولته إخراج التمرة من فم الصبي.

(أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟ ) في رواية البخاري "أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة"؟ وفي ملحق روايتنا "أنا لا تحل لنا الصدقة" وفي رواية للبخاري "أما علمت أن آل محمد لا يأكلون الصدقة"؟ وفي رواية له أيضاً "أما تعرف"؟ والاستفهام للتعجب، والمعنى عجب! ! كيف خفي عليك هذا الأمر مع ظهوره، وهذه اللفظة تقال في الشيء الواضح، وإن لم يكن المخاطب بذلك عالماً به، أو لم يكن أهلاً لأن يسبق له العلم به، كما هنا.

(اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب) أي اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب مع عمه العباس بن عبد المطلب، وكان اجتماعهما لقاء لا بتدبير مسبق لهذا الأمر، وصادف وجود الغلامين ابنيهما الفضل وعبد المطلب.

(فكلماه) المراد به محذوف، أي فكلماه أن يعينهما على الصدقة.

(فأمرهما على الصدقة) التعبير بالماضي للطمع في تحقق الوقوع، والأصل ليؤمرهما على الصدقة.

(فأديا ما يؤدي الناس) "ال" في "الناس" للعهد، والمراد بهم العاملون على الصدقات، والمراد من الموصول ما يؤديه العاملون من المطالبة بالزكاة وتحصيلها وتوريدها.

(وأصابا مما يصيب الناس) أي وأصابا من سهم العاملين عليها الذي يصيب منه العاملون.

(لو بعثنا) "لو" للتمني فلا تحتاج إلى جواب، أي ليتنا نفعل كذا وكذا، أو شرطية وجوابها محذوف، أي لو بعثنا وحصل كذا وكذا كان خيراً.

(فوقف عليهما) أي فوقف بجوارهما ومعهما متمكناً من كلامهما.

(فذكرا له ذلك) الذاكر واحد، ونسب إليهما لموافقة الآخر.

(لا تفعلا) المفعول محذوف، أي لا تفعلا الإرسال. أي لا ترسلا.

(فوالله ما هو بفاعل) الضمير للرسول صلى الله عليه وسلم، والمراد من الفعل المنفي استجابته صلى الله عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015