والعشرين "وآية ذلك أن منهم رجلاً له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض" وفي الرواية الثامنة والعشرين "منهم أسود، إحدى يديه طبي شاة، أو حلمة ثدي".

عضد الإنسان: ما بين المرفق إلى الكتف، وذراع الإنسان من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى.

وحلمة الثدي: ما برز من رأس الثدي، ومنها يخرج اللبن.

وطبي الشاة بضم الطاء وسكون الباء حلمة ثديها.

ومجدع اليد: كما جاء في بعض الروايات -مقطوعها، ومخدج اليد ناقصها نقصاً خلقياً، يقال: خدج خداجاً نقص.

ومودن اليد: قصيرها وناقصها، يقال: ولد مودن أي ناقص الخلقة.

ومثدون اليد: ناقصها خلقياً.

الهلبات: الشعرات الغلاظ الصلبة كشعر الذنب.

البضعة تدردر: البضعة بضم الباء قطعة اللحم، و"تدردر" أصلها تتدردر، أي تتحرك، وتضطرب، وتهتز، وتذهب وتجيء.

فالحديث يصف إحدى يدي الرجل الأسود بأن لها عضد، وليس لها ذراع، فهي تنتهي بالمرفقين، فهي يد ناقصة، قصيرة، وعضد هذه اليد منتفخة مثل ثدي المرأة، أو مثل قطعة اللحم التي تتحرك وتهتز وتذهب وتجيء بحركة صاحبها، كما يهتز ويتحرك ثدي المرأة بحركتها، ويعلو هذه العضد قطعة بارزة مثل حلمة الثدي، حول هذا البروز أو فيه شعرات بيض، أو سبع شعرات بيض غلاظ صلبة خشنة كشعر ذنب الخيل.

هذه الأوصاف علامة للرجل، ووجود هذا الرجل في فئة محاربة علامة على أنها الفئة الضالة المارقة عن الدين.

(يخرجون على حين فرقة من الناس) قال النووي: ضبطوه في الصحيح بوجهين، أحدهما "على حين" بحاء مكسورة ونون، "وفرقة" بضم الفاء أي في وقت افتراق الناس، أي افتراق يقع بين المسلمين، وهو الافتراق الذي كان بين علي ومعاوية، رضي الله عنهما، والثاني "يخرجون على خير فرقة" بالخاء والراء، و"فرقة بكسر الفاء" أي أفضل الفرقتين والأول أشهر وأكثر، ويؤيده الرواية التي بعد هذه "يخرجون في فرقة من الناس" فإنه بضم الفاء بلا خلاف، ومعناه ظاهر. وقال القاضي: على رواية الخاء المراد خير القرون، وهم الصدر الأول، قال: أو يكون المراد علياً وأصحابه، فعليه يكون خروجهم حقيقة، لأنه كان الإمام حينئذ. اهـ.

وفي الرواية الحادية والعشرين "تمرق مارقة عند فرقة المسلمين" وفي الرواية الثانية والعشرين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015