(إذ طلع علينا رجل) معناه أنه فاجأهم طلوعه، فلم يروا من أين جاء وفي رواية "إذ أتاه رجل يمشي".
(شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر) وفي رواية "شديد سواد اللحية".
(لا يرى عليه أثر السفر) ضبطه النووي بالياء المضمومة مبنيا للمجهول، وضبطه أبو حازم بالنون المفتوحة، وكلاهما صحيح والمراد بأثر السفر ما يصيب المسافر من غبار وشعث شعر وتكسر ثياب ونحوها. وفي رواية "أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا كأن ثيابه لم يمسها دنس" وفي رواية: "ولا يعرفه منا أحد" وكل هذه الأوصاف مع ما سيأتي من صنيع الرجل كانت مبعث استغراب الصحابة، كما كانت قرائن أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه جبريل.
(حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم) "حتى" غاية لدنوه، لا لطلوعه والتقدير: طلع علينا ودنا حتى جلس، وفي بعض الروايات: "فتخطى حتى برك بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم".
(ووضع كفيه على فخذيه) يصح أن تكون هاء الغيبة الأولى والثانية للرجل، أي وضع الرجل كفيه على فخذي نفسه، وجلس جلسة المتعلم، واقتصر النووي على هذا التوجيه، ويصح أن تكون الأولى للرجل والثانية للرسول صلى الله عليه وسلم أي وضع الرجل كفيه على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم على هيئة المسلم المستسلم المنتبه المصغي لما يقال، وجزم البغوي بهذا التوجيه، ويؤيده رواية ابن عباس "ثم وضع يده على ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم".
(وقال: يا محمد) لعله لم يقل يا رسول الله زيادة في التشبه بالأعراب تعمية لحاله، وقيل: لأن له دالة المعلم، فلا يرد عليه قوله تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} [النور: 63].
(أن تشهد أن لا إله إلا الله) "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف.
(وتقيم الصلاة) الفعل منصوب عطفا على "تشهد" والمراد من إقامة الصلاة أداؤها في أوقاتها والمحافظة عليها، من أقام على كذا بمعنى داوم عليه أو المراد فعلها تامة مستوفاة الأركان والشروط، من أقام العود إذا قومه وجعله معتدلا، واختصت الصلاة عرفا بهذا اللفظ لكثرة ما تتوقف عليه من الشروط ولما فيها من التكرار، بخلاف بقية العبادات.
(وتؤتي الزكاة) أي تعطيها لمستحقها أو للإمام ليدفعها إليهم، فحذف المفعول الأول والتقدير: وتؤتي الإمام الزكاة.
(وتحج البيت) "البيت" اسم جنس غلب على الكعبة حتى صار كالعلم عليها.
(إن استطعت إليه سبيلا) عني بالاستطاعة الزاد والراحلة والأمن، لا مطلق القدرة.