معه أهله (وربما قال أيوب مره فليلحق بنا) فلما قدمنا لم يلبث أمير المؤمنين أن أصيب فجاء صهيب يقول وا أخاه وا صاحباه، فقال عمر ألم تعلم أو لم تسمع (قال أيوب أو قال أو لم تعلم أو لم تسمع) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله".
قال فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال ببعض. فقمت فدخلت على عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر، فقالت لا والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قط "إن الميت يعذب ببكاء أحد" ولكنه قال إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذاباً، وإن الله لهو {أضحك وأبكى} {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال أيوب قال ابن أبي مليكة حدثني القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر وابن عمر، قالت إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ.
1869 - عن عبد الله بن أبي مليكة قال توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة. قال فجئنا لنشهدها. قال فحضرها ابن عمر وابن عباس. قال وإني لجالس بينهما. قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي. فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". فقال ابن عباس قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة. فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب؟ فنظرت فإذا هو صهيب. قال فأخبرته. فقال ادعه لي. قال فرجعت إلى صهيب. فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين. فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه وا صاحباه. فقال عمر يا صهيب أتبكي علي؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه". فقال ابن عباس فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة؛ فقالت يرحم الله عمر لا والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد" ولكن قال "إن الله يزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه". قال وقالت عائشة حسبكم القرآن ولا تزر وازرة وزر أخرى. قال وقال ابن عباس عند ذلك: والله أضحك وأبكى. قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من شيء.