(واقصروا الخطبة) من قصر مخففاً، فالهمزة همزة وصل في "اقصروا".
(وإن من البيان سحراً) قال أبو عبيد: هو من الفهم وذكاء القلب. قال القاضي: فيه تأويلان: أحدهما: أنه ذم، لأنه إمالة القلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى يكسب من الإثم به كما يكسب بالسحر، وأدخله مالك في الموطأ في باب ما يكره من الكلام، وهو مذهبه في تأويل الحديث. والثاني: أنه مدح، لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان، وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه، وأصل السحر الصرف، فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ما يدعو إليه. قال النووي: وهذا التأويل الثاني هو المختار الصحيح.
(فقد رشد) بكسر الشين وفتحها.
(ومن يعصهما فقد غوى) قال القاضي: وقع في روايتي مسلم بفتح الواو وكسرها، والصواب الفتح، وهو من الغي، وهو الانهماك في الشر اهـ وإنما كان الخطيب مذموماً لتشريكه الله ورسوله في ضمير واحد "ومن يعصهما" مما يوهم التسوية بينهما، وللمسألة إيضاح يأتي في فقه الحديث.
(لقد كان تنورنا وتنور رسول الله واحداً) في القاموس: التنور الكانون يخبز فيه. تشير بذلك إلى حفظها ومعرفتها بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وقربها من منزله، والكلام على سبيل التشبيه، أي كالواحد.
(قال: رأى بشر) فاعل "قال" عمارة، وفاعل "رأى" عمارة، والأصل: رأيت بشر بن مروان.
(رافعاً يديه) أثناء الخطبة يشير بهما يميناً وشمالاً.
(فقال) أصله فقلت. فالقائل عمارة، وملحق هذه الرواية كاشف لمرجع الضمائر.
(قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما) في القاموس: تجوز في الصلاة: خفف.
(انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم) أي قربت منه ومن المنبر.
(فأتي بكرسي حسبت قوائمه حديداً) قال النووي: هكذا هو في جميع النسخ "حسبت". ورواه ابن أبي خيثمة في غير صحيح مسلم "خلت" بكسر الخاء وسكون اللام، وهو بمعنى حسبت. وفي بعض النسخ تصحيف إلى "خلب" خاء ولام وباء، وفي بعضها "خشب" خاء وشين وباء.
والكرسي بضم الكاف وكسرها، والضم أشهر. أي نزل عن المنبر وجلس على الكرسي، وجعل يعلمني.
-[فقه الحديث]-
يمكن حصر شوارد الأحكام الفقهية في نقاط: