والأحد، فإن يوم الجمعة وإن كان مسبوقاً بسبت وأحد قبله إلا أنه لا يتصور اجتماع الأيام الثلاثة متوالية إلا ويكون يوم الجمعة سابقاً، وهذا القول بعيد عن المراد، لأنه يجعل قوله: "يوم القيامة". حشواً مخلاً، والأولى أن المراد أننا السابقون بالفضل ودخول الجنة، فإن هذه الأمة أول من يحشر وأول من يحاسب وأول من يقضى بينهم -كما جاء في الرواية الثانية عشرة- وأول من يدخل الجنة، كما جاء في الرواية العاشرة، فالمعنى نحن الآخرون زماناً الأولون منزلة.
(بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا) المراد كل أمة من أمتي اليهود والنصارى، وفي الرواية العاشرة والحادية عشرة: "بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا". والمقصود من ضمير "أنهم" اليهود والنصارى بدليل التفصيل الآتي في نص الحديث. و "بيد" بفتح الباء وسكون الياء مثل "غير" وزناً ومعنى، وتكون بمعنى "على" وبمعنى "من أجل" والكل يصح هنا، والكلام من قبيل تأكيد المدح بما يشبه الذم، ووجه التأكيد فيه ما أدمج فيه من معنى النسخ، لأن الناسخ هو السابق في الفضل وإن كان متأخراً في الوجود، وبهذا التقرير يظهر موقع قوله: "نحن الآخرون" مع كونه أمراً واضحاً. اهـ. ذكره الحافظ ابن حجر.
والمراد من الكتاب: التوراة والإنجيل.
(وأوتيناه من بعدهم) الضمير المنصوب لجنس الكتاب والمراد القرآن الكريم.
(ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا الله له) الإشارة إلى يوم الجمعة، و "اليوم" بدل أو عطف بيان، والموصول خبره، أو صفته، والخبر: "هدانا الله له".
والمراد من كتابته علينا كتابة تعظيمه وفرض تعظيمه.
(فالناس لنا فيه تبع) المراد من "الناس" اليهود والنصارى، والمراد من التبعية تبعية الأيام.
(اليهود غداً) أي عيد اليهود واليوم المعظم عندهم غداً السبت، وإنما قدرنا مضافاً "عيد" لأن ظرف الزمان لا يقع خبراً عن جثة.
(والنصارى بعد غد) أي وعيد النصارى بعد غد الأحد.
(فاختلفوا) في اختيار اليوم الذي يعظمونه، وطلبوا من موسى أن يحلهم من تعظيم الجمعة وأن يجعل لهم السبت بدله.
(إذا كان يوم الجمعة) "كان" تامة، و "يوم الجمعة" فاعل، أي إذا جاء يوم الجمعة.
(كان على كل باب من أبواب المسجد) "أل" في المسجد للجنس والمراد على أبواب كل مسجد تصلي فيه الجمعة.
(ومثل المهجر كمثل الذي يهدي البدنة) "مثل" بفتح الميم والثاء و "المهجر" بضم الميم