(إني متبعك) أي على إظهار الإسلام هنا وإقامتي معك. قاله النووي.
(أنت الذي لقيتني بمكة؟ قال: قلت: بلى) قال النووي: فيه صحة الجواب ببلى وإن لم يكن قبلها نفي. وقال بعضهم: والصحيح عند النحاة أنها لا يجاب بها إلا بعد النفي، والنفي هنا مقدر أي أو لست الذي لقيتني بمكة؟ قال ابن هشام في مغني اللبيب: "بلى" لا يجاب بها الإيجاب، وذلك متفق عليه، ولكن وقع في كتب الحديث ما يقتضي أنها يجاب بها الاستفهام المجرد، ففي البخاري: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ قالوا: بلى". وفي مسلم: "أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلى". وفيه أيضاً: "أنت الذي لقيتني بمكة"؟ قال: بلى" قال ابن هشام: وهذا قليل لا يتخرج عليه التنزيل. اهـ.
(أخبرني عما علمك الله) قال النووي: هكذا هو "عما علمك" وهو صحيح، ومعناه أخبرني عن حكمه وصفته، وبينه لي.
(حتى يستقل الظل بالرمح) أي يقوم مقابله في جهة الشمال، ليس مائلاً إلى المغرب ولا إلى المشرق. قال النووي: وهذه حالة الاستواء. اهـ.
(فإن حينئذ تسجر جهنم) اسم "إن" ضمير الشأن محذوف، و"حينئذ" ظرف لتسجر، و"جهنم" قيل: اسم عربي مشتق من الجهومة، وهي كراهة المنظر. وقيل: من قولهم: بئر جهام أي عميقة، فهي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث. وقال الأكثرون: هي أعجمية معربة، ومنعت من الصرف للعلمية والعجمة، ومعنى "تسجر جهنم" توقد إيقاداً بليغاً.
(فإذا أقبل الفيء فصل) أي إذا ظهر الظل مائلاً إلى جهة المشرق. قال النووي: والفيء مختص بما بعد الزوال، وأما الظل فيقع على ما قبل الزوال وبعده.
(يقرب وضوءه) بضم الياء وفتح القاف وكسر الراء المشددة والوضوء هنا بفتح الواو، وهو الماء الذي يتوضأ به.
(فينتثر) أي يخرج الذي في أنفه، يقال: نثر واستنثر، مشتق من النثرة وهي الأنف. وقيل طرفه.
(إلا خرت خطايا وجهه) قال النووي: ضبطناه "خرت" بالخاء، وكذا نقله القاضي عن جميع الرواة إلا ابن أبي جعفر، فرواه "جرت" بالجيم، ومعنى "خرت" بالخاء سقطت، ومعنى "جرت" بالجيم ظاهر.
(وخياشيمه) جمع خيشوم، وهو أقصى الأنف. وقيل عظام رقاق في أصل الأنف بينه وبين الدماغ.
(وهم عمر) بفتح الواو وكسر الهاء، أي حصل عنده لبس وخطأ في روايته النهي عن الركعتين بعد العصر مطلقاً، وبقية البحث سيأتي في فقه الحديث.