(القراءة التي سمعته يقرأ) عائد الصلة مفعول "يقرأ" محذوف، أي يقرؤها.

(فلم أزل أستزيده) أي أطلب المزيد من الرفق والمعافاة والتخفيف.

(فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية) في رواية للطبري: "فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي". قال النووي: معناه وسوس لي الشيطان تكذيباً للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلاً. أو متشككاً، فوسوس له الشيطان الجزم بالتكذيب. قال القاضي عياض: معنى قوله "سقط في نفسي" أنه اعترته حيرة ودهشة. قال: وقوله: "ولا إذ كنت في الجاهلية". معناه أن الشيطان نزع في نفسه تكذيباً لم يعتقده. قال: وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها لا يؤاخذ بها. قال المازري: معنى هذا أنه وقع في نفس أبي بن كعب نزعة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال حين ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره ففاض عرقاً. اهـ

وفاعل سقط "من التكذيب" على أن "من" تبعيضية، والواو عاطفة، أي وقع في نفسي بعض التكذيب ولا يشبهه تكذيبي حين كنت في الجاهلية.

(ففضت عرقاً) يقال: فضت عرقاً وفصت عرقاً بالضاد والصاد، والرواية هنا بالضاد.

(وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً) بالراء المفتوحة، أي خوفاً وخجلاً مما غشيه من الشيطان.

(كان عند أضاة بني غفار) قال النووي: هي بفتح الهمزة وبالضاد، وهي الماء المستنقع كالغدير، وجمعها أضا، كحصاة وحصى، وإضاء بكسر الهمزة والمد كأكمة وإكام. اهـ وهو موضع بالمدينة، ينسب إلى بني غفار -بكسر الغين وتخفيف الفاء- لأنهم نزلوا عنده.

-[فقه الحديث]-

أمام الأحاديث المصرحة بنزول القرآن على سبعة أحرف، وهو أحاديث صحيحة لا سبيل إلى ردها، بل قال بعضهم بتواتر الحديث المذكور. أمام هذه الأحاديث كثرت أقوال العلماء في معنى الأحرف والمراد بها، وبقاء الأحرف إلى اليوم أو عدم بقائها حتى بلغت الأقوال -في عد السيوطي- أربعين قولاً، نقتصر منه على أقواها وأدقها، وما له حظ من القبول منها.

-[ويؤخذ من مجموع الأحاديث]-

أولاً وقبل عرضها خمسة أصول، وهي:

1 - أن الإلزام بالقراءة على حرف واحد في أول الأمر كان فيه حرج ومشقة على الأمة، لاختلاف لهجاتها ولغاتها ولضعف مرونة ألسنتها لأنها أمة أمية. وفيها العجوز والشيخ الفاني الذي لا يقدر على النطق بما لا يعهد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015