-[المباحث العربية]-
(ألا صلوا في الرحال) "ألا" حرف استفتاح للتنبيه والتأكيد والاهتمام بالأمر، والرحال جمع رحل وهي المنازل، سواء كانت من حجر أو مدر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غيرها، فالمراد المساكن ويوضحها الرواية الخامسة "صلوا في بيوتكم".
(إذا كانت ليلة باردة ذات مطر) "كانت" تامة، و"ليلة" بالرفع فاعل أي إذا وجدت ليلة باردة.
(بضجنان) "ضجنان" بفتح الضاد وسكون الجيم بعدها نون مفتوحة على وزن فعلان، اسم جبل بناحية مكة، بين مكة والمدينة، بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلاً.
(في يوم مطير) فعيل بمعنى فاعل، وإسناد المطر إلى اليوم مجاز.
(فكأن الناس استنكروا ذلك) في رواية البخاري "فنظر القوم بعضهم إلى بعض" أي نظر استنكار، واستنكر القوم تغيير وضع الأذان وتبديل حي على الصلاة بهذه الجملة.
(أتعجبون من ذا)؟ الاستفهام إنكاري توبيخي، أي لا ينبغي أن تعجبوا من هذا.
(قد فعل ذا من هو خير مني) في الرواية السادسة "يعني النبي صلى الله عليه وسلم" وفي رواية البخاري "فعل هذا من هو خير منه" أي من هو خير من هذا المؤذن وهو مؤذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
(إن الجمعة عزمة) قال النووي: بإسكان الزاي، أي واجبة متحتمة فلو قال المؤذن: حي على الصلاة لكلفتم المجيء ولحقتكم المشقة. اهـ. واستشكله الإسماعيلي، فقال: لا إخاله صحيحًا، فإن أكثر الروايات بلفظ "إنها عزمة" أي كلمة المؤذن "وهي حي على الصلاة، لأنها دعاء إلى الصلاة تقتضي لسامعه الإجابة، ولو كان معنى "الجمعة عزمة" لكانت العزيمة لا تزول بترك بقية الأذان. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: والذي يظهر أنه لم يترك بقية الأذان، وإنما أبدل قوله: "حي على الصلاة" بقوله: "صلوا في رحالكم". اهـ.
(وإني كرهت أن أحرجكم) قال النووي: هو بالحاء من الحرج، وهو المشقة، هكذا ضبطناه وكذا نقله القاضي عياض عن رواياتهم. اهـ والمعنى إني كرهت أن أشق عليكم بإلزامكم السعي إلى الجمعة في الطين والمطر، ويروي "أن أخرجكم" بالخاء بدل الحاء. قال العيني: وفي رواية "كرهت أن أؤثمكم" أي أن أكون سببًا لاكتسابكم الإثم عند ضيق صدوركم. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر: وهذه الرواية ترجح رواية من روى "أحرجكم" بالحاء المهملة. اهـ.
(فتمشوا في الطين والدحض) بإسكان الحاء، ويجوز فتحها، بعدها ضاد وهو الزلق، وفي