-[المباحث العربية]-
(وأحقهم بالإمامة أقرؤهم) في الرواية الثانية، والثالثة "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله" وحاول بعض العلماء حمل الأقرأ على الأفقه، أي العالم بأحكام كتاب الله، لكن الحديث ظاهر في أحسن القوم قراءة وتلاوة وأتقنهم نطقًا، والرواية الثانية تدفع القول بأن المراد بالأقرأ الأفقه، إذ لفظها: "فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة" وأعلمهم بالسنة هو الأفقه.
(فأقدمهم سلمًا) أي إسلامًا.
(ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه) الفعل مجزوم بلا الناهية، والضمير الأول لرجل، والثاني لرجل آخر، أي ولا يقعد الرجل في بيت رجل آخر إلا بإذنه، والتكرمة بفتح التاء وكسر الراء الفراش ونحوه مما يبسطه صاحب المنزل للضيف ونحوه.
(أتينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في الرواية الخامسة "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي" وفي رواية البخاري عن مالك بن الحويرث "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي" والنفر من ثلاثة إلى عشرة، ويجمع بينها بأن الذين خرجوا من بني ليث بن بكر بن عبد مناف بن كنانة كانوا عددًا أكثر من ثلاثة، ولعل مالك بن الحويرث سبقهم هو وصاحبه في لقاء النبي صلى الله عليه وسلم كما سبقهم هو وصاحبه في الاستئذان بالعودة. قال الحافظ ابن حجر: ولم أر في شيء من طرق الحديث تسمية صاحبه وكان قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتجهز لتبوك.
(ونحن شببة متقاربون) "شببة" بفتح الشين وفتح الباءين، جمع شاب والمراد تقاربهم في السن، وليس المراد هنا تقاربهم في القراءة كما سيأتي، لأن هذا القول كان عن حالة قدومهم.
(فأقمنا عنده عشرين ليلة) وفي رواية البخاري "نحوًا من عشرين ليلة" والمراد بأيامها، كما وقع التصريح بذلك في رواية البخاري في باب الأذان للمسافر، ولفظها: "فأقمنا عنده عشرين يومًا وليلة".
(رحيمًا رقيقًا) قال النووي: هو بالقافين هكذا ضبطناه في مسلم وضبطناه في البخاري بوجهين، أحدهما هذا، والثاني "رفيقًا" بالفاء والقاف وكلاهما ظاهر.
-[فقه الحديث]-
صفات الأحق بالإمامة في أحاديث الباب خمس:
الأقرأ - الأعلم بالسنة - الأقدم هجرة - الأقدم في الإسلام - الأكبر سنًا.
زاد عليها الفقهاء اعتمادًا على أحاديث أخرى، أو على روح التشريع: الأورع - الأحسن خلقًا - الأشرف نسبًا - الأحسن صورة ووجهًا - الأحسن لباسًا - الأحسن صوتًا.