تحكي كيف كان يفتتح صلى اللَّه عليه وسلم الصلاة بتكبيرة الإحرام وكيف كان يفتتح القراءة فيها بالفاتحة {الحمد لله رب العالمين} وكان يضع رأسه في استقامة مع ظهره في الركوع بحيث لا يخفضها ولا يرفعها، بل كان بين ذلك قوامًا، وكيف كان يعتدل بعد الرفع من الركوع حتى يطمئن واقفًا، وكيف كان يعتدل بعد السجود الأول حتى يطمئن جالسًا، وكيف كان يقرأ التشهد "التحيات للَّه" إلخ بعد الركعتين الأوليين في الصلاة الرباعية والثلاثية، وكيف كان يقرأ التشهد الأخير؟ وكيف كان يجلس بين السجدتين وعند التشهد، كيف كان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى، وكيف كان يكره وينهى عن أن يجلس المصلى على إليتيه وينصب رجليه كما يفعل الكلب والسباع، وكيف كان يكره وينهى عن أن يفرش الإنسان ذراعيه في السجود افتراش السبع وكيف كان يختم الصلاة بالتسليم.
فاللَّهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته إلى يوم الدين، ورضي اللَّه عمن بلغ الرسالة وأدى الأمانة، وأحيا السنة وأمات البدعة السيئة، وقام على شرع اللَّه القويم.
-[المباحث العربية]-
(يستفتح الصلاة بالتكبير) أي يدخل فيها بقوله: اللَّه أكبر.
(والقراءة بـ {الحمد لله رب العالمين}) "والقراءة" بالنصب، عطفًا على "الصلاة" و"الحمد للَّه رب العالمين" بضم دال الحمد على الحكاية، فالباء حرف جر، والحمد للَّه إلخ مجرور بكسرة مقدرة على آخره منع ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، والمعنى: كان يستفتح القراءة بهذا اللفظ، أو بهذا اللفظ وما يليه، أي سورة الفاتحة، كما سيأتي في فقه الحديث.
(لم يشخص رأسه ولم يصوبه) "يشخص" بضم الياء وسكون الشين وكسر الخاء، أي يرفع، و"يصوب" بضم الياء وفتح الصاد وكسر الواو المشددة، أي يخفضه خفضًا بليغًا. أي لم يكن يرفع رأسه عن مستوى ظهره ولم يخفض رأسه عن مستوى ظهره.
(ولكن بين ذلك) بين الرفع والخفض، أي مستويًّا.
(وكان يقول في كل ركعتين التحية) أي التشهد، التحية للَّه، أو التحيات للَّه ... إلخ.
(وكان يفرش رجله اليسرى) "يفرش" بضم الراء وكسرها، والضم أشهر. أي يبسطها ويمدها على الأرض.
(وكان ينهى عن عقبة الشيطان) "عقبة" بضم العين، وفي الرواية الثانية "عقب الشيطان" بفتح العين وكسر القاف. هذا هو الصحيح المشهور، وحكي بضم العين، وهو ضعيف، وفسره