وهو الله سبحانه وتعالى استعاذ به منه لا غير، ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه.
(لا أحصي ثناء عليك) أي لا أطيقه ولا آتي عليه، وقيل: لا أحيط به، وقال مالك: معناه لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في الثناء عليك.
(أنت كما أثنيت على نفسك) قال النووي: هذا اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، ورد للثناء إلى الجملة دون التفصيل والتعيين، فوكل ذلك إلى الله تعالى المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، وكما أنه لا نهاية لصفاته لا نهاية للثناء عليه، لأن الثناء تابع للمثنى عليه، وكل ثناء أثنى به عليه، وإن كثر وطال وبولغ فيه، فقدر الله أعظم، وسلطانه أعز، وصفاته أكبر وأكثر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ. اهـ
(سبوح قدوس) بضم السين والقاف، وقد يفتحان، والضم أفصح وأكثر، قال أهل اللغة: هما صفتان لله تعالى: وقال ابن فارس والترمذي: اسمان لله تعالى. فالمراد بالسبوح المسبح، أي المبرأ من النقائص والشريك وكل ما لا يليق بالإلهية، والمراد بالقدوس المقدس، أي المطهر من كل ما لا يليق بالخالق، وقال الهروي: قيل: القدوس المبارك.
والرواية هكذا برفع "سبوح قدوس" وقال القاضي عياض: وقيل: سبوحًا قدوسًا بالنصب، أي أسبح سبوحًا أو أذكر أو أعظم أو أعبد.
(رب الملائكة والروح) قيل: الروح جبريل، وقيل: ملك عظيم أعظم الملائكة خلقًا، وقيل: أشرف الملائكة، وعلى كل هذا هو من عطف الخاص على العام لمزيد عناية بهذا الخاص، والأصح أنه جبريل، فقد عطف صريحا في قوله تعالى: {من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} [البقرة: 98] كما أطلق عليه الروح في قوله: {نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين} [الشعراء: 193 - 194]
ومن الأقوال الضعيفة ما قيل: إن المراد بالروح خلق كالناس ليسوا بناس، وما قيل: إنهم خلق لا تراهم الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة. والله أعلم.
-[فقه الحديث]-
يمكن حصر الكلام في فقه الحديث في أربع نقاط:
الأولى: حكم القراءة في الركوع والسجود.
الثانية: حكم التسبيح في الركوع والسجود، والأذكار الواردة فيهما.
الثالثة: الرؤيا الصالحة