(سمعته) أي سمعت ابن عباس، وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة، لأن ابن عباس قال: إن أم الفضل سمعته، كما في الرواية، فكان الأصل أن يقول: سمعتني.

(يا بني) تصغير ابن للشفقة والترحم.

(لقد ذكرتني) بتشديد الكاف وسكون الراء.

(بقراءتك هذه السورة) "هذه السورة" تنازعها "ذكرتني" و"قراءتك" فهي معمول للأول عند الكوفيين وللثاني عند البصريين.

(إنها لأخر ما سمعت) أي إن السورة لآخر ما سمعت ويروى "ما سمعته".

(يقرأ بها) في موضع الحال، أي سمعته في حال قراءته.

(في المغرب) قال الحافظ ابن حجر: تقدم في حديث عائشة أن الصلاة التي كانت آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مرض موته كانت الظهر، وقد جمعنا بينه وبين حديث أم الفضل هذا بأن الصلاة التي حكتها عائشة كانت في المسجد، والتي حكتها أم الفضل كانت في بيته كما رواه النسائي.

(جبير بن مطعم) كان سماعه لهذه السورة سبب إسلامه، فقد روى أنه جاء من مكة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر، فاضطجع في المسجد بعد العصر، فأصابه النعاس، فنام، فأقيمت صلاة المغرب، فقام فزعا بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم في المغرب بسورة "الطور" قال: فلما بلغ (إن عذاب ربك لواقع) فكأنما صدع قلبي، وكان يومئذ أول ما دخل الإسلام قلبي.

فقه الحديث

سندمج فقه الحديث عن هذا الباب في فقه الحديث في الباب التالي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015