الذي يجمع الزكاة لا يجمعها ثم يبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل من الأغنياء إلى الفقراء في البلد التي أخذت منها الزكاة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أرسل من يجمع هذه الزكاة نائباً عن الفقراء في أخذها، ونائباً عن الأغنياء في توزيعها على فقراء البلد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم) يحذره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ كرائم الأموال في الزكاة.
فعامل الصدقة إذا جاء ليأخذ زكاة أموال الناس الظاهرة من بهيمة الأنعام ونحوها فإنه يقسمها أثلاثاً، ثلث هو أفضل الأنعام التي عند صاحبها، وثلث هو أردأها، وثلث هو الوسط؛ فيأخذ الزكاة من الوسط وليس من خيارها أو رديئها ويعطي للفقراء ما لا ينتفعون به، فخير الأمور أوساطها.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (إياك وكرائم أموالهم)، يعني: لا تأخذ أفضل الأشياء التي عندهم، ولكن خذ من وسط الأموال.