قال: روى الدارمي في مسنده عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه كان يقول: (أنا لنجد صفة رسول الله في التوراة).
عبد الله بن سلام كان من رؤساء اليهود ومن أحبارهم فأسلم، وعلم المسلمين بما في التوراة من صفات النبي صلى الله عليه وسلم.
ولاحظوا أن التوراة ليست باللغة العربية، يعني: العرب إذا قرءوا التوراة لن يفهموا منها شيئاً، فاليهود يقرءون التوراة بالسريانية وليست بالعربية، فهم ترجموها إلى العربية وترجموها إلى الانجليزية، وترجموها إلى الفرنسية وإلى غيرها من اللغات، فمسحوا منها ما جاء من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قرأها بلغتها عبد الله بن سلام وكعب الأحبار رضي الله عنهما، فأخبر المسلمين بما في التوراة، فما ترجم اليوم من التوراة ليس فيه هذا الشيء، لأنهم محوا ذلك، وبدلوا بترجمة أخرى ليس فيها ذلك.
ابن سلام رضي الله عنه لما سألوه عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح:8]).
هذا الحديث هذا عند الدارمي وجاء في صحيح البخاري نحو هذا الحديث لكن عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
هنا يقول ابن سلام: إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح:8] فهذه الصفة في القرآن وهذه الصفة موجودة في التوراة.
قال: وحرزاً للأميين، أذكر أن بعض إخواننا كان يحضر الدكتوراه في الفاتيكان، وكانت دراسته في اللغة القديمة، قال: اطلعت على نسخة مخطوطة في الفاتيكان من التوراة بلغتها، قال: ووجدت فيها هذا الشيء.
فهنا عبد الله بن سلام يقول ذلك، وكعب الأحبار يقول ذلك وهما كانا من اليهود، وكذلك عبد الله بن عمرو بن العاص اطلع على كتب لليهود واطلع على التوراة فوجد فيها هذا الشيء.
يقول عبد الله بن سلام: إنا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي عليه الصلاة والسلام، سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويتجاوز، ولن أقبضه حتى يقيم الملة المتعودة، بأن يشهد أن لا إله إلا الله، يفتح به أعيناً عمياء وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً.
هذه هي الرواية التي رواها الدارمي.
أما رواية البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؛ لأن ابن عمرو في بعض الفتوح وجد زاملتين من كتب أهل الكتاب فأخذها وقرأها، فكان يعرف أشياء من التوراة لا يعرفها غيره من المسلمين، فهذا السائل هو عطاء بن يسار يقول له: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة.
قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح:8] وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر.
هذه كانت بشارة بالنبي صلى الله عليه وسلم في التوراة وأن هذه صفاته عليه الصلاة والسلام، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقول لا إله إلا الله ويفتح بها أعيناً عمياء وآذاناً صماء وقلوباً غلفاً.
وجاءت رواية أخرى عن كعب الأحبار بمثل هذا الشيء.