معنى التولة وحكمها

والتولة: سحر وهو أن تذهب المرأة إلى الساحر ليجعل لها سحراً يزعم أنه يحببها إلى زوجها فلا يتزوج عليها، وهذا من الشرك بالله سبحانه، وقد قال الله سبحانه عن هاروت وماروت: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} [البقرة:102]، فمن السحر ما يفرقون به بين الرجل وأهله، ومنه ما يقربون به بزعمهم بين الرجل وأهله، وهذا ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه من الشرك بالله سبحانه وتعالى.

روى أبو داود: عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود وكان عبد الله بن مسعود رجلاً من الصحابة الأفاضل ومن فقهاء الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنه، وزوجته كانت من أغنياء الناس ومياسيرهم، وهي التي ذهبت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل من الممكن أن تعطي زكاتها لزوجها؟ فاستحيت أن تسأل هي بنفسها، فأرسلت من يسأل، فقال: (أي الزيانب؟ فقالوا: امرأة ابن مسعود فقال: لها أن تفعل ذلك)، وهو أن تعطي الزكاة لزوجها وأنه أحق من غيره.

فـ زينب رضي الله عنها قالت: إن عبد الله رأى في عنقي خيطاً، أي: معلقاً في رقبتها ومن الممكن أن يكون لحاجة تريدها، ومن الممكن كذلك أن تعلقه اعتقاداً من الاعتقادات الشركية، فقال: ما هذا؟ قالت: خيط رقي لي فيه وهذا من الأسباب الممنوعة والغير مشروعة، وهو أن يؤتى بخيط ويرقى فيه بأي شيء ثم يعلق هذا الخيط وكأنه الذي ينفع ويضر.

قالت زينب: فأخذه ثم قطعه، أي: من رقبتها، ثم قال: أنتم آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، وفي رواية: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك.

وفي رواية أخرى عند ابن ماجة أن زينب زوجة عبد الله بن مسعود قالت: كانت عجوز تدخل علينا من الحمرة، وكان لنا سرير طويل القوائم، وكان عبد الله إذا دخل تنحنح وصوت، وصوت أي: رفع صوته شيئاً بحيث لا يزعج أهل البيت، وهذا من الأدب، فالرجل إذا دخل بيته ينبغي عليه ألا يدخل عليهم فجأة فقد يكونون على هيئة يستحيون أن يراهم عليها، فيشعرهم بصوته أنه دخل، والأفضل أن يدخل ويسلم.

قالت: فلما سمعت العجوز صوته احتجبت منه، فجلس إلى جانبي، فمسني فوجد خيطاً فقال: ما هذا؟ فقلت: رقي لي فيه من الحمى، فجذبه فقطعه، وكأن هذه المرأة العجوز هي التي رقت رقية في هذا الخيط وعلقته في رقبتها، فبعد أن قطع هذا الخيط قال رضي الله عنه: لقد أصبح آل عبد الله أغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرقى والتمائم والتولة شرك)، فهذه من الشرك بالله سبحانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015