ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم ". رواه في المختارة".

هذا الحديث والذي قبله جيدان حسنا الإسنادين.

أما الأول فرواه أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن نافع الصائغ قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكره، ورواته ثقات مشاهير، لكن عبد الله بن نافع قال فيه أبو حاتم: ليس بالحافظ، تعرف وتنكر. وقال ابن معين: هو ثقة. وقال أبو زرعة: لا بأس به. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: " ومثل هذا إذا كان

لحديثه شواهد علم أنه محفوظ، وهذا له شواهد متعددة". وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي: " " هو حديث حسن جيد الإسناد، وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة". وأما الحديث الثاني فرواه أبو يعلى والقاضي إسماعيل والحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: " فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدينة، وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلي الله عليه وسلم قرب النسب وقرب الدار; لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم، فكانوا له أضبط". اهـ.

وقال سعيد بن منصور في سننه: حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل ابن أبي سهل قال: " رآني الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب -رضي الله عنهم- عند القبر، فناداني، وهو في بيت فاطمة -رضي الله عنها- يتعشى، فقال: هلم إلى العشاء. فقلت: لا أريده. فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلي الله عليه وسلم. فقال: إذا دخلت المسجد فسلم. ثم قال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري عيدا، ولا تتخذوا بيوتكم مقابر، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم، لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، ما أنتم وبني بالأندلس إلا سواء " 1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015