قال: وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} 1 الآية. يتبين معنى هذه الآية بذكر ما قبلها، وهو قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً} 2.

قال ابن كثير - رحمه الله -: يقول تعالى: " قل " يا محمد3 للمشركين الذين عبدوا غير الله {ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ} من الأصنام والأنداد، وارغبوا إليهم؛ فإنهم لا يملكون كشف الضر عنكم، أي بالكلية " ولا تحويلا " أي ولا أن يحولوه إلى غيركم.

والمعنى: أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده لا شريك له، الذي له الخلق والأمر. قال العوفي عن ابن عباس في الآية: " كان أهل الشرك يقولون: نعبد الملائكة والمسيح وعزيرا، وهم الذين يدعون. يعني الملائكة والمسيح وعزيرا ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015