والجهاد، وأين تقع هذه الأعمال من إقامة كتاب الله تعالى وإحياء سُّنَّة
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحيا شيئًا من سنتي كنت أنا وهو في الجنة كهاتين»، وضم بين أصبعيه، وقال: «أيّما داع إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من اتبعه إلى يوم القيامة» فمتى يدرك أجر هذا بشيء من علمه؟ وذكر أيضًا أن لله عند كل بدعة كِيدَ بها الإسلام وليًا لله، يذبُّ عنها وينطق بعلاماتها، فاغتنم يا أخي هذا الفضل وكن من أهله، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال لمعاذ حين بعثه إلى اليمن وأوصاه: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من كذا وكذا» وأعْظَمَ القولَ فيه، فاغتنم ذلك وادعُ إلى السُّنَّة حتى يكون لك في ذلك ألفة وجماعة، يقومون مقامك إن حدث بك حدث فيكونون أئمة بعدك فيكون لك ثواب ذلك إلى يوم القيامة كما جاء في الأثر، فاعمل على بصيرة ونية وحسبة، فيردُّ الله بك المبتدع المفتون الزائغ الحائر، فتكون خلفًا من نبيك - صلى الله عليه وسلم -، فإنك لن تلقى الله بعمل يشبهه، وإياك أن يكون لك من أهل البدع أخ أو جليس أو صاحب، فإنه جاء في الأثر «من جالس صاحب بدعة نُزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه، ومن مشى إلى صاحب بدعة، مشى في هدم الإسلام» وجاء: «ما من إله يعبد من دون الله أبغض إلى الله من صاحب هوى».
وقد وقعت اللعنة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل البدع، وأن الله لا يقبل منهم صرفًا ولا عدلاً ولا فريضة ولا تطوعًا وكلما ازدادوا اجتهادًا وصومًا وصلاةً ازدادوا من الله بعدًا فارفض مجالسهم، وأذلهم وأبعدهم، كما أبعدهم الله وأذلهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأئمة الهدى بعده انتهى كلام أسد – رحمه الله تعالى -.