.............................................................

_____________________________________

الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو من حاطب بن أبى بلتعة إلى ناس من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما هذا يا حاطب؟» فقال: يا رسول الله لا تعجل عليَّ فإني كنتُ امرأ ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وإن قريشًا لهم بها قرابات يحمون بها أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي بها، والله يا رسول الله ما كان بي من كفر ولا ارتداد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «صدقكم» فقال عمر - رضي الله عنه -: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد شهد بدرًاَ، ويدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» (?).

وبادئ ذي بدء عند النظر في هذا الحديث نجد فيه ما يلي:

1 - أن حاطبًا - رضي الله عنه - قد أراد أن يصنع يد له عند مشركي قريش بفعل لا يعود بالضرر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين، فهو يعلم يقينًا أن الله ناصر رسوله- صلى الله عليه وسلم- وأنه متم له دينه، وعليه فهذا الفعل لن يستفيد منه المشركون بنصرة على المسلمين، وهذا بخلاف من يصنع يدًا للكفار ليتنصروا بها على المسلمين، وليلحق الضرر بهم.

ففي بعض الروايات لما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - حاطباًَ عن سبب صنيعه فقال حاطب - رضي الله عنه -: يا رسول الله كان أهلي فيهم فخشيت أن يصرموا عليهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015