وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مدمن الخمر كعابد وثن) (?)، ونظائر هذه الأحاديث كثيرة.
ومن نافلة القول أن نقرر: أن علماء الأمة وأئمتها قد نصوا على أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد من هذه النصوص سد الذرائع الموصلة للشرك الأكبر، وحسم موارده ليبقى التوحيد شامخًا في نفوس أبناء الأمة، ويظل مصونًا من خدوش الشرك ووسائله.
قال الإمام العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى في بيان هذا المعنى الجليل: «وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحقق هذا التوحيد لأمته، ويحسم عنهم موارد الشرك إذ هذا تحقيق قولنا: (لا إله إلا الله) فإن الإله هو الذي تألهه القلوب لكمال المحبة والتعظيم والإجلال والإكرام والرجاء والخوف.
حتى قال لهم: (لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد)، وقال له رجل: ما شاء الله وشئت فقال: (أجعلتني لله ندًا بل ما شاء الله وحده) (?)، وقال: (من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) (?) وقال: (من حلف بغير الله فقد أشرك)» (?) (?).