والأرباب والطواغيت والأنداد ...
قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -: «قال ابن زيد في قول الله عز وجل: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}، قال: الذين معه الأنبياء ...
وقوله: {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
يقول: حين قالوا لقومهم، الذين كفروا بالله وعبدوا الطاغوت. يا أيها القوم إنا برآء منكم، ومن الذين تعبدون من دون الله من الآلهة والأنداد.
وقوله: {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} يقول جل ثناؤه، مخبرًا عن قول أنبيائه لقومهم الكفرة: {كَفَرْنَا بِكُمْ}: أنكرنا ما كنتم عليه من الكفر بالله، وجحدنا عبادتكم وما تعبدون من دون الله أن تكون حقا، وظهر بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا على كفركم وعبادتكم ما سواه، ولا صلح بيننا، ولا هوادة {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.
حتى يقول: تصدقوا بالله وحده فتوحدوه وتفردوه بالعبادة (?).
ألا إن معالم الطريق قد بانت، فهل من مشمر عن ساق الجد، فالطريق طويل، والدرب موحش، والأعداء متربصون، والعاقبة كؤود ... فلابد من زاد فيا الله «أفرغ علينا صبرًا وتوفنا مسلمين».