الموضعينِ؛ لأنه يأتي بعدَهما لامُ الخبرِ، فلذا انكسرا.
{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} أي: في الحقيقةِ؛ إذْ جحدُهم عنادٌ؛ أي: إنما يكذِّبونَ اللهَ بجحدِهم. قرأ نافعٌ، والكسائيُّ: (يُكْذِبُونَكَ) بسكونِ الكافِ وتخفيفِ الذالِ؛ من الإكذابِ، وهو أن يجدَه كاذبًا، وقرأ الباقونَ: بالتشديدِ؛ من التكذيبِ، وهو أن ينسبَه إلى الكذب، ويقولَ له: كذبت (?).
{وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ} الدالةِ على صدقِك {يَجْحَدُونَ}.
...
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}.
[34] ثم آنسَهُ بقوله:
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} كَذَّبَهم قومُهم كما كَذَّبَكَ قومُكَ قريشٌ.
{فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} الذي كُنَّا وعدْناهم به في قولنا: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} [غافر: 51]، وهذا تسليةٌ له.
{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} المتضمنةِ للنصرِ.
{وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} أي: من أخبارهم ما تسكنُ بهِ نفسُك.
...