[34]

الموضعينِ؛ لأنه يأتي بعدَهما لامُ الخبرِ، فلذا انكسرا.

{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ} أي: في الحقيقةِ؛ إذْ جحدُهم عنادٌ؛ أي: إنما يكذِّبونَ اللهَ بجحدِهم. قرأ نافعٌ، والكسائيُّ: (يُكْذِبُونَكَ) بسكونِ الكافِ وتخفيفِ الذالِ؛ من الإكذابِ، وهو أن يجدَه كاذبًا، وقرأ الباقونَ: بالتشديدِ؛ من التكذيبِ، وهو أن ينسبَه إلى الكذب، ويقولَ له: كذبت (?).

{وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ} الدالةِ على صدقِك {يَجْحَدُونَ}.

...

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34)}.

[34] ثم آنسَهُ بقوله:

{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} كَذَّبَهم قومُهم كما كَذَّبَكَ قومُكَ قريشٌ.

{فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا} الذي كُنَّا وعدْناهم به في قولنا: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا} [غافر: 51]، وهذا تسليةٌ له.

{وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} المتضمنةِ للنصرِ.

{وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} أي: من أخبارهم ما تسكنُ بهِ نفسُك.

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015