وبذلكَ قالَ الأئمةُ الثلاثةُ، وقال أبو حنيفةَ: لا يصلي ماشيًا ولا مُسايِفًا إذا لم يمكن الوقوفُ، ووافقهم على جواز الصلاةِ راكبًا، والإيماءِ إلى أيِّ جهةٍ قدرَ.
{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ} يا محمدُ حاضرًا في أصحابِك.
{فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} تقدَّمَ مذهبُ ورشٍ في تغليظِ لامِ (الصَّلاَة).
{فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ} مصليةً، وطائفةٌ وِجاهَ العدوِّ.
{وَلْيَأْخُذُوا} أي: غيرُ المصلين.
{أَسْلِحَتَهُمْ} وقيل: المرادُ: المصلُّونَ والآيةُ تتناول الكلَّ، ولكنَّ سلاحَ المصلِّين ما خفَّ مما لا يشغلُه عن الصلاة.
{فَإِذَا سَجَدُوا} أي: المصلُّون معكَ.
{فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ} مكانَ الذين هم وِجاهَ العدوِّ.
{وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا} وهمُ الذين في وجهِ العدوِّ.
{فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا} أي: الآتون، وقيل: المصلُّون.
{حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} جعلَ الحذرَ آلةً يتحصَّنُ بها الغازي مع الأسلحةِ.
{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} يتمنى الكفارُ.
{لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً} فيقصدونَكُم، ويحملونَ عليكم حملةً واحدةً، ورَخَّصَ لهم في تركِ السلاحِ للعذر فقال:
{وَلَا جُنَاحَ} لا إثمَ.