{وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} عهدًا وثيقًا، وهو حقُّ الصحبة والممازجة.
{وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22)}.
[22] ونزل نهيًا عن نكاحِ نساءِ الآباء {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} استثناء منقطع، معناه: لكنْ ما قد سَلَفَ؛ أي: مضى في الجاهلية، فإنه معفوٌّ عنه. وتقدَّم اختلافُ القراء في حكم الهمزتين من كلمتين في سورة البقرة عند تفسير قوله: {هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31]، وكذلك اختلافهم في قوله: {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} في الموضعين، {مِنَ السَّمَاءِ إِن} [الشعراء: 187] و {أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ} [سبأ: 40] وشبهه حيثُ وقعَ.
{إِنَّهُ} أي: نكاحَ زوجةِ الأبِ.
{كَانَ فَاحِشَةً} أقبحَ المعاصي.
{وَمَقْتًا} أي: بغضًا؛ لأنه يووِثُ بغضَ الله تعالى، والمقتُ: أشدُّ البغضِ، وكانوا يسمونه: نكاحَ المقتِ، وإذا وُلد لرجلٍ من امرأةِ أبيهِ يقالُ للمولود: المَقْتِيُّ.
{وَسَاءَ سَبِيلًا} قَبُحَ طريقًا، فتحرُمُ زوجةُ الأبِ على ابنِه بمجرَّدِ العَقْد، بالاتقاق.