أنا قد أجمعنا على الكرة عليهم، فأخبروهم فقالوا:
{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فنزل:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (?) أي: أجابوهما.
{مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ} أي: نالهم الجرحُ. وتقدم اختلافُ القرَّاء في فتح القاف وضمِّها.
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا} بطاعتِهم للهِ ورسوله.
{مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا} المعاصيَ.
{أَجْرٌ عَظِيمٌ} و (من) في {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ} للتبيين، مثلها في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً} [الفتح: 29]؛ لأن الذين استجابوا لله والرسول قد أحسنوا كلُّهم واتقوا، لا بعضُهم.
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)}.
[173] {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} نُعيمٌ الأشجعيُّ، أو الرَّكْبُ:
{إِنَّ النَّاسَ} أبا سفيانَ وأصحابَه.
{قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ} ليستأصلوكم.
{فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ} القولُ {إِيمَانًا} يقينًا وقوةً؛ بأن أخلصوا النيةَ، وعزموا على الجهاد.
{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ} كافِينا.