وعن الإمام البخاريّ أنّه قال: "عندَ كلِّ ختمِ دعوةٌ مستجابة" (?).
ونص الإمام أحمد على استحباب الدُّعاء عند الختم، وكذا جماعة من السلف، فيدعو بما أحب مستقبلَ القبلة، رافعًا يديه، خاضعًا لله -عَزَّ وَجَلَّ-، خاشعًا بين يديه، محسنًا التأدُّبَ مع الله تعالى، ولا يتكلف السجع في الدُّعاء، بل يجتنبه، ويثني على الله -عَزَّ وَجَلَّ- قبل الدُّعاء وبعده، ويصلّي على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ويدعو وهو متيقن الإجابة، ويمسح وجهه بيديه بعد فراغه من الدُّعاء.
قال الشّيخ أبو سليمان الداراني - رحمه الله -: إذا سألتَ الله حاجةً، فابدأ بالصلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثمّ ادع بما شئت، ثمّ اختم بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - فإن الله سبحانه بكرمه يقبل الصلاتين، وهو أكرم من أن يدع ما بينهما (?).
قال ابن عطاء: للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السَّماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه أنجح، فأركانه: حضور القلب، والرقة، والاستكانة، والخشوع، وتعلّق القلب بالله وقطعه من الأسباب، وأجنحته: الصدق، ومواقيته: الأسحار، وأسبابه: الصّلاة على النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - (?).
اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمّد، وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللَّهُمَّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهمَّ صلِّ على جميع الأنبياء والمرسلين، حسبنا الله ونعم الوكيل.