سنة إلا خمسين عامًا ينذرهم وهم لا يؤمنون، فأجاب الله دعاءه، وأهلكهم كلهم، ولم يكن فيه صبي وقت العذاب؛ لأن الله تعالى قال: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ} [الفرقان: 37]، ولم يوجد التكذيب من الأطفال.
...
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}.
[28] {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} اسم أبيه لامخ وقيل لمك بن متوشلح، وأمه شمخاء بنت أنوش، وكانا مؤمنين، [وفي معنى قوله تعالى: {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: لا تلدُ الحيةُ إلا حية] (?)، قال ابن عباس: لم يكفرْ لنوحٍ أبٌ ما بينه وبين آدم عليه السلام (?).
{وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ} أي: داري {مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} تعميم بالدعاء لمؤمني كل أمة. قرأ هشام عن ابن عامر، وحفص عن عاصم: (بَيْتِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (?).
{وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} هلاكًا، وذهابَ رسم، فاستجاب الله دعوته، وأهلكهم، والله أعلم.