{وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} هو أمر الخلافة؛ لئلا يشتهر.
{فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} أي: نبأ حفصة بالخبر، وأنها أفشته إلى عائشة، ظنت أن عائشة فضحتها، فَثَمَّ {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} على جهة التثبت {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}.
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)}.
[4] فلما أخبرها أن الله أخبره، سكتت، وسلمت، واعتزل - صلى الله عليه وسلم - نساءه للحديث الذي أفشته حفصة إلى عائشة، وحلف ألَّا يدخل عليهن شهرًا، فلما ذهب تسع وعشرون ليلة، بدأ بعائشة، فقالت: أقسمتَ أنك لا تدخل شهرًا، وإنما أصبحتَ من تسع وعشرين، فقال: "الشهر تسع وعشرون ليلة" (?)، وكان الشهر تسعًا وعشرين ليلة.
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} خطاب لحفصة وعائشة من التعاون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإيذاء.
{فَقَدْ صَغَتْ} مالت {قُلُوبُكُمَا} أي: وُجد منكما ما يوجب التوبة بأن سَرَّكما ما كرهه النبي - صلى الله عليه وسلم - من تحريم مارية، وجمع القلوب؛ لئلا يجمع بين تثنيتين في كلمة؛ فرارًا من اجتماع المتجانسين، وربما جمع، وتقديره: إن تبتما، قُبلت توبتكما.