أنزل الله (?) على آدم عشر صحائف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشر صحائف، وأنزل الله (?) التوراة والإنجيل والزبور والفرقان"، قلت: يا رسول الله! ما كانت صحف إبراهيم؟ قال: "كانت أمثالًا: أيها الملِكُ المبتلى المغرور! إني لم أبعثك فتجمعَ الدنيا بعضَها إلى بعض، ولكن بعثتُك، تردُّ دعوة المظلوم، فإني لا أردها، وإن كانت من كافر، وكان فيها أمثال منها: على العاقل -ما لم يكن مغلوبًا على عقله- أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، ويفكر في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال في المطعم والمشرب وغيرهما، وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا للسانه، ومن علم أن كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه".
ويأتي ما نقل من صحف موسى آخر سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}.
* * *
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38)}.
[38] ثم بين تعالى ما في صحفهما، فقال: {أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي: لا تحمل حاملة حملَ غيرِها بأن تؤخذ بإثمها، وفي هذا إبطال قول من قال للوليد بن المغيرة: إنه يحمل عنه الإثم.