إلى الإنس والجن جميعًا، ولم يبعث قبله نبي إليهما جميعًا.
واختلف الأئمة في حكم مؤمني الجن، فقال أبو حنيفة: لا ثواب لهم إِلَّا النجاة من النار؛ لقوله تعالى: {وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ثم يقال لهم: كونوا ترابًا مثل البهائم (?)، وقال مالك والشّافعيّ وأحمد: لهم الثواب في الإحسان كما يكون عليهم العقاب في الإساءة؛ كالإنس، وهم في حكم بني آدم؛ لأنّهم مكلَّفون مثلهم.
ولم يرسل - صلى الله عليه وسلم - إلى الملائكة، صرح به البيهقي في الباب الرّابع من "شعب الإيمان"، وصرح في الباب الخامس عشر بانفكاكهم من شرعه، وفي "تفسير الإمام الرازي"، و"البرهان النفسي" حكاية الإجماع، قال ابن حامد من أصحاب أحمد: ومذهب العلماء إخراجُ الملائكة عن التكليف، والوعد والوعيد، وهم معصومون كالأنبياء بالاتفاق، إِلَّا من استثني؛ كإبليس، وهاروت وماروت، على القول بأنّهم من الملائكة.
* * *
{وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (32)}.
[32] {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} ليس له مهرب.
{وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ} من دون عذابه تعالى {أَوْلِيَاءُ} أنصارٌ يمنعونه من الله.