{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}.
[41] ثم أمر - صلى الله عليه وسلم - بذكر - أيوب عليه السلام - وما ابتلي به؛ ليأتم به (?) الصابرون، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي} أي: بأني (?) {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ} مشقة {وَعَذَابٍ} ألم المرض. قرأ حمزة: (مَسَّنِي الشَّيْطَانُ) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها، وقرأ أبو جعفر: (بِنُصُبٍ) بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب: بفتحهما (?)، وقرأ الباقون: بضم النون وإسكان الصاد (?)، وكلها لغات بمعنى البلاء والشدة، والمراد: ما قاساه في مرضه قال: {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} تأدبًا مع الله تعالى، وإن كانت الأشياء كلها منه تعالى، ونسب ذلك إلى الشيطان؛ لأنه كان بسببه ووسوسته، وتقدم ذكر القصة في سورة الأنبياء.
...
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)}.
[42] فعوفي، وقيل له: {ارْكُضْ} اضرب الأرض {بِرِجْلِكَ} فركض، فنبعت عين ماء، فقيل: {هَذَا مُغْتَسَلٌ} أي: موضع غسل.
{بَارِدٌ وَشَرَابٌ} أي: ماء تغتسل به، وتشرب منه فتبرأ.