{وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} يعني: الصالحين الذين لا يظلمون قليلٌ، و (ما) زائدة، فلما قضى بينهما داود، تحولا في صورتيهما، وصعدا إلى السماء وهو ينظر، ويقولان: مضى الرجل على نفسه.
{وَظَنَّ} أي: أيقن.
{دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} أنا ابتليناه بالذنب، ونبهناه على خطئه بتلك الحكومة.
{فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ} لذنبه {وَخَرَّ رَاكِعًا} [حال؛ أي: ساجدًا، على تسمية السجود ركوعًا، لأنه مبدؤه؛ لأنه لا يكون ساجدًا حتى يركع] (?).
{وَأَنَابَ} رجع عن جميع المخالفات، ثم مكث أربعين يومًا ساجدًا لا يرفع رأسه إلا لحاجة ضرورية، أو لصلاة مكتوبة، لا يأكل ولا يشرب، وهو يبكي حتى نبت العشب حول رأسه، وهو يجهد نفسه بالبكاء الدائم، والتضرع والاستغفار حتى كاد يهلك (?)، وهذه السجدة من عزائم السجود