{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ} من الملائكة وغيرها {مَا يَشَاءُ} تقرير لما يقع في النفوس من التعجب والاستغراب عند الخبر بالملائكة أولي الأجنحة؛ أي: ليس هذا ببدع في قدرته؛ فإنه يزيد في خلقه ما يشاء، قال الجوهري: التواضع في الأشراف، والسخاء في الأغنياء، والتعفف في الفقراء.
{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} من الزيادة والنقصان. واختلاف القراء في الهمزتين من (يَشَاءُ إِنَّ) كاختلافهم فيهما من (نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّى) في سورة الحج [الآية: 33].
{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}.
[2] {مَا يَفْتَحِ} أي: ما يرسل {اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ} نعمة، ونُكِّرت؛ لتشيع في جميع النعم {فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} لا يستطيع أحد حبسها، وأنث الضمير؛ ردًّا إلى لفظ الرحمة {وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} أي: من بعد إمساكه تعالى له، وذكر الضمير؛ ردًّا إلى معناها؛ لأن الرحمة بمعنى الخير {وَهُوَ الْعَزِيزُ} فيما أمسك.
{الْحَكِيمُ} فيما أرسل.