(مَسْكَنِهِمْ) بإسكان السين وفتح الكاف بغير ألف على التوحيد، وهو اسم جنس يراد به الجمع، والكسائي، وخلف: كذلك، غير أنهما يكسران الكاف؛ أي: في موضع سكناهم، والباقون: بفتح السين وألف بعدها وكسر الكاف على الجمع (?)؛ لأن كل واحد له مسكن، وكانت مساكنهم بمأرب من اليمن.

{آيَةٌ} اسم كان؛ أي: علامة دالة على قدرة الله تعالى {جَنَّتَانِ} بدل من آية؛ أي: بستانان {عَنْ يَمِينٍ} من بلدهم {وَشِمَالٍ} منه، والمراد: جماعتان من البساتين بها أشجار كثيرة، وثمار طيبة، فقيل لهم:

{كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ} الذي رزقكم {وَاشْكُرُوا لَهُ} على ما رزقكم من النعمة؛ أي: اعملوا بطاعته.

{بَلْدَةٌ} استئناف للدلالة على موجب الشكر؛ أي: هذه البلدة التي فيها رزقكم بلدة {طَيِّبَةٌ} وطيبتها أنها لم يكن بها بعوض ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية، وكان يمر بها الغريب فيموت قمله؛ لطيب الهواء.

{وَرَبٌّ} أي: وربكم الذي رزقكم وطلب شكركم ربٌّ {غَفُورٌ} للذنوب مع الإيمان به، وهذا من قول الأنبياء لهم. وقرأ رويس عن يعقوب: (بَلْدَةً طَيِّبَة وَرَبًّا غَفُورًا) بالنصب في الكل على المدح (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015