أبو جعفر، قرأ: (الرِّياح) بفتح الياء وألف بعدها على الجمع (?).
{غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ} جريُها بالغداة مسيرة شهر، وبالعشي كذلك، فكانت تغدو بسليمان وجنوده على البساط من دمشق، فيقيل بإصطخر، وبينهما شهر للراكب المسرع، ويروح من إصطخر، فيبيت بكابل، وبينهما مسيرة شهر للراكب المسرع.
{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} أذبنا له معدن النحاس، أساله الله حتى صار كالماء، فكان يسيل في الشهر ثلاثة أيام، وكان بأرض اليمن، وإنما ينتفع الناس اليوم بما أخرج الله لسليمان.
{وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} أي: بأمره، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "سخر الله الجن لسليمان، وأمرهم بطاعته فيما يأمرهم به" (?).
{وَمَنْ يَزِغْ} يعدل {مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا} الذي أمرنا به من طاعة سليمان.
{نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ} في الآخرة، وقيل: في الدنيا، وذلك أن الله تعالى وكل بهم ملكًا بيده سوط من نار، فمن زاغ عن أمر سليمان، ضربه ضربة أحرقته.