ولا يخرجون، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتأذى منهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ} (?) أي: إلا وقت الإذن {لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ} فيؤذن لكم فتأكلون. قرأ نافع: (بُيُوتَ النَّبِيءِ إِلَّا) بالمد والهمز وتسهيل الهمزة من (إلَّا)، وخالفه قالون في هذا الحرف أيضًا، فقرأه بتشديد الياء كبقية القراء كما تقدم في قوله: (لِلنَّبِيءِ إِنْ) وهذان الحرفان اللذان تقدم التنبيه عليهما أول السورة، ونبه عليهما في سورة البقرة.
{غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} أي: منتظرين نضجه. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، وهشام عن ابن عامر بخلاف عنه: (إِنَاهُ) بإمالة فتحة النون (?).
{وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ} للأكل {فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ} فرغتم منه {فَانْتَشِرُوا} اخرجوا من منزله {وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ} جر عطف على (نَاظِرِينَ) {لِحَدِيثٍ} تديرونه بينكم بعد الأكل.
{إِنَّ ذَلِكُمْ} الاستئناسَ بعدَ الأكل {كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} فلا يأمركم بالخروج، وكان - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس حياءً (?)، وأكثرهم عن العورات غضاءً، والحياء: رقة تعتري وجه الانسان عند فعل ما يتوقع