{لَمْ يَذْهَبُوا} عن قتالهم جبنًا وفرقًا.
{وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ} كرة ثانية {يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ} يتمنوا لو كانوا في بادية مع الأعراب؛ من الخوف والجبن.
{يَسْأَلُونَ} قرأ رويس عن يعقوب: (يَسَّاءَلُونَ) بتشديد السين وفتحها وألف بعدها؛ أي: يتساءلون، وقرأ الباقون: بإسكانها من غير ألف (?) {عَنْ أَنْبَائِكُمْ} يتعرفون أحوالكم.
{وَلَوْ كَانُوا} يعني: هؤلاء المنافقين {فِيكُمْ} في الخندق.
{مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا} رياءً؛ رميًا بالحجارة والنبال يقيمون به عذرهم.
* * *
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}.
[21] {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ} أيها المخلفون {فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قدوة صالحة؛ لأنه يقتدى به. قرأ عاصم: (أُسْوَةٌ) بضم الهمزة، والباقون: بكسرها، وهما لغتان (?).
{لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} أي: ثوابه {وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} ونعيم الآخرة.
{وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} في جميع أوقاته وأحواله.