تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ} (?)، ولم يقل: يا محمد؛ كـ: يا آدم، ويا موسى، ويا عيسى؛ تشريفًا له، وأما تصريحه باسمه في قوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29] فللإعلام أنه كذلك، وللتنبيه على اتباعه. قرأ نافع: (النَّبِيء) و (النَّبِيئُونَ) و (النَّبِيئَينَ) و (نَبِيئُهُمْ) و (الأَنْبِئاء) و (النُّبُوءة) بالمد والهمز حيث وقع، فيكون معناه: المخبر؛ من أنبأ ينبئ؛ لأنه إنباء عن الله، وخالفه قالون في حرفين من هذه السورة يأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى، وقرأ الباقون: بترك الهمزة وتشديد الياء (?)، وله وجهان: أحدهما: هو أيضًا من الإنباء، تركت الهمزة فيه تخفيفًا؛ لكثرة الاستعمال، والثاني: هو بمعنى الرفع، مأخوذ من النبوَة، وهو المكان المرتفع.

{اتَّقِ اللَّهَ} دُمْ على التقوى.

{وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} من أهل مكة؛ يعني: أبا سفيان، وعكرمة، وأبا الأعور.

{وَالْمُنَافِقِينَ} من أهل المدينة: عبد الله بن أُبي، وعبد الله بن سعد، وطعمة، فيما يخالف شريعتك، ويعود بوهن في الدين.

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا} بما يكون قبل كونه {حَكِيمًا} فيما يخلق، وهذا تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: لا عليك منهم، ولا من إيمانهم، فالله عليم بما ينبغي لك، حكيم في هدى من يشاء، وإضلال من يشاء.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015