{وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ} يعني: قارون وأصحابه.
{وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا} يعني: قوم نوح، وفرعون وقومه.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} فيعاقبهم بغير جرم.
{وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالتعريض للعذاب.
* * *
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}.
[41] ولما كانت العنكبوت أضعف الحيوان، وبيته أضعف البيوت، ضرب مثلًا للأصنام وعابديها، فقيل: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ} يعني: الأصنام، يرجون نفعها ونصرها.
{كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا} تأوي إليه، وهو في غاية الضعف، لا يدفع عنها حرًّا ولا بردًا، وكذلك الأوثان لا تملك لعابديها نفعًا ولا ضرًّا.
{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} أن نفعهم بمعبوديهم كنفع العنكبوت ببيتها، لما عبدوهم.
وروي عن علي -رضي الله عنه-: أنه قال: "طهروا بيوتكم من نسيج العنكبوت؛ فإن تركه يورث الفقر" (?).
* * *