{فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ} يستغيثه، ويصيح به من بعد على قبطي آخر، قال ابن عباس: أُتي فرعون، فقيل له: إن بني إسرائيل قتلوا منا واحدًا، فخذ لنا حقنا، فقال: ابغوا لي قاتله، ومن يشهد عليه، فلا نستقيم أن نقضي بغير بينة، فبينما هم يطوفون لا يجدون بينة، إذ مر موسى من الغد، فرأى ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونيًّا، فاستغاثه على الفرعوني، فصادف موسى وقد ندم على ما كان منه بالأمس من قتل القبطي (?).
{قَالَ لَهُ مُوسَى} أي: قال للإسرائيلي:
{إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} ظاهر الغواية؛ لأنك تسببت لقتل رجل، وتقاتل آخر.
...
{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)}.
[19] وكان موسى قد غضب غضبًا شديدًا {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا} قرأ أبو جعفر: (يَبْطُشَ) بضم الطاء، والباقون: بكسرها (?)، وذلك أن موسى أدركته الرقة على الإسرائيلي، فمد يده ليبطش بالفرعوني، فظن الإسرائيلي أنه يقصد قتله؛ لمكان غضبه، وسمع قوله: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ}.