إذا نزل بهم تنفعهم توبتهم، فيصرون على كفرهم، فأومأ صالح إلى بطلان اعتقادهم بقوله:
{لَوْلَا} أي: هَلَّا {تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ} من كفركم قبل نزول العذاب بكم.
{لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فإن العذاب إذا نزل لا يرفع.
...
{قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)}.
[47] {قَالُوا اطَّيَّرْنَا} أصله: تطيرنا؛ أي: تشاءمنا {بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ} من المؤمنين؛ أي: أصابنا بسببكم شؤم، وهو القحط، وتفريق كلمتنا، وأصل التطير: أن الرجل كان إذا سافر، مر بطائر، فزجره، فإن مر سانحًا، وهو الذي ولاه مياسره، فلا يتمكن من رميه، فيتشاءم به، ثم استعمل في كل ما يُتشاءم به.
{قَالَ طَائِرُكُمْ} أي: السبب الذي يجيء منه خيركم وشركم.
{عِنْدَ اللَّهِ} أي: لا يأتي به إلا هو تعالى، وسمي طائرًا؛ لسرعة نزوله، ولا شيء أسرع من قضاء محتوم.
{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} تختبرون بالخير والشر.
...
{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)}.
[48] {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ} وهي الحِجْر {تِسْعَةُ رَهْطٍ} أي: أنفس،