[41]

{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} ثابتًا لديه، وحُمل إليه من مأرب إلى الشام في قدر ارتداد الطرف {قَالَ هَذَا} أي: حصول مرادي {مِنْ فَضْلِ رَبِّي} عَلَيَّ.

{لِيَبْلُوَنِي} ليختبرني {أَأَشْكُرُ} النعمة {أَمْ أَكْفُرُ} بكون غيري أعلم مني.

{وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} لأن نفع شكره عائد عليه؛ لأن الشكر قيد النعمة الموجودة، وصيد النعمة المفقودة.

{وَمَنْ كَفَرَ} بترك الشكر على النعمة {فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ} عن شكرهم {كَرِيمٌ} ذو فضل على الشاكر والكافر. وتقدم التنبيه على اختلاف القراء في (رَآهُ عِنْدَهُ) {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ} [النمل: 10]، وقرأ نافع، وأبو جعفر: (لِيَبْلُوَنيَ) بفتح الياء الأخيرة، والباقون: بإسكانها (?)، واختلافهم في الهمزتين من (أَأَشْكُرُ) كاختلافهم فيهما من (أَأَنْتَ فَعَلْتَ) في سورة الأنبياء [الأنبياء: 62].

...

{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ (41)}.

[41] ولما جاءت بلقيس، خاف الجن أن تفشي سرهم إلى سليمان؛ لأن أمها كانت جنية (?)، وأن يتزوجها سليمان، فتلد له ولدًا فلا ينفكون من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015