{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ} (?) هو الذي جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه {وَلَا نَبِيٍّ} هو الذي لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.
{إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} أي: تلا وقرأ كتاب الله.
{أَلْقَى الشَّيْطَانُ} بقراءة نفسه {فِي أُمْنِيَّتِهِ} في قراءته، المعنى: ما من رسول (?) ولا نبي قبلك إلا مكنا الشيطان أن يلقي في قراءتهم مثل ما ألقى في قراءتك، فلا تهتم لذلك. قرأ أبو جعفر: (أُمْنِيَتِهِ) بتخفيف الياء، والباقون: بتشديدها (?).
{فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي: يبطله.
{ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} أي: يثبتها.
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ} بأحوال الناس {حَكِيمٌ} فيما يفعله بهم، وما نقل من أن الشيطان ألقاها على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو أنه أصابته -عليه السلام- سِنَة، فقالها، أو حدَّثَ نفسه فسها، فهذا كله ضعيف واه لم يُرو بسند صحيح؛ لعصمته - صلى الله عليه وسلم -، ونزاهته عن مثل ذلك، وعن جريان الكفر على قلبه أو لسانه عمدًا أو سهوًا، أو يكون للشيطان عليه سبيل.
...