{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}.
[14] {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} قويناها على قول الحق، وصبرناها على هجر الأوطان {إِذْ قَامُوا} بين يدي الملك ديقيانوس حين أمرهم بالسجود للأصنام وعبادة غير الله تعالى {فَقَالُوا} مخلصين رادين عليه {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا} ولئن دعونا إلهًا غيره {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا} قولًا {شَطَطًا} جورًا، والشطط: هو الإفراط في الظلم.
...
{هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}.
[15] ثم أنكروا حال قومهم فقالوا: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ} تعالى.
{آلِهَةً لَوْلَا} هَلَّا {يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} على عبادة الأصنام {بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} حجة ظاهرة {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ} فزعم أن معه إلهًا شريكًا؟!
...
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}.
[16] ثم قال بعضهم لبعض: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ} أي: