{قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} أي: هو قريبٌ، لأنَّ (عَسَى) من اللهِ واجبٌ، نظيرُه {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} [الشورى: 17].
...
{يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (52)}.
[52] {يَوْمَ} تقديرُه: يعيدُكم يومَ {يَدْعُوكُمْ} من قبورِكم بالنفخِة الآخرةِ {فَتَسْتَجِيبُونَ} فَتُجيبون {بِحَمْدِهِ} بأمرِه، وقيلَ: تُبعثونَ من قبورِكم طائعينَ حامِدين.
{وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ} في الدنيا، وفي القبورِ {إِلَّا قَلِيلًا} لأن الإنسانَ لو مكثَ ألوفًا من السنينَ في الدنيا وفي القبر، عُدَّ ذلكَ قليلًا في مدةِ القيامةِ والخلودِ. قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وعاصمٌ، ويعقوبُ، وخلفٌ: (لَبِثْتُمْ) و (لَبِثْت) بإظهارِ الثاءِ عندَ التاءِ حيثُ وقعَ، والباقون: بالإدغامِ (?)، وروي عن أبي جعفرٍ: (فَسَيُنْغِضُونَ) بإخفاءِ النونِ عندَ الغينِ، ورُوي عنهُ الإظهارُ، وهو أشهرُ، وتقدَّمَ ذكرُ مذهبه في ذلك مستوفىً في سورةِ النساءِ عندَ تفسيرِ قولِه تعالى: (إِن يَكُنْ غَنِيًّا).
...
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53)}.